في الوقت الذي تحاول اسبانيا تركيز نقاشاتها السياسية حول ما يحدث خارج حدودها و حدود مستعمراتها و خاصة جارها المغرب الذي لا تدع اي صغيرة أو كبيرة الا و تناولتها بالتحليل و الاسهاب و الامتعاض طبعا . في هذا الوقت تجتاح اسبانيا موجة من الجوع بين سكانها و تتفق وسائل الاعلام على اختلاف انواعها على عدم الالتفات اليها .و سائل الاعلام تفضل دائما الكذب و الخداع و التضليل و التلاعب . ففي الوقت الذي لا تتردد في ارسال جيوشها من المحققين و الاخباريين الى ندوات و معارض و تظاهرات فانها تعتم على "صفوف الجوع" بطريقة ممنهجة و رهيبة في الجزء الجنوبي من اربا.و لا غرابة ان اصبح الاعلام الاسباني ماكينة تتناول كل ما هو سلبي و تخلع عليه القداسة ،و تقدمه فوق طبق يومي لشعب اسبانيا.
كاريتاس caritas برشلونة عدم قدرتها على تلبية طلبات
تتزايد ..
و هذه صورة مأخودة من مدينة قاديس و من الممكن ان تكون نموذج لأي محافظة أخرى في الاندلس أو في اسبانيا .
الصفوف المجانية للحصول على وجبة مجانية تكبر يوما بعد يوم
في التراب البوربوني
أكثر من مليون و نصف من الفلانسيين (نسبة الى فالنسيا) يعيشون
بطريقة سيئة في هذه المنطقة
صف آخر من صفوف تناول الطعام في كنيسة لجزيرة مايوركا
هذه ليست الا أمثلة من آلاف الامثلة التي يمكن ان تجدها في اسبانيا و لكن الاعلام "الدمقراطي " الاسباني يتعامل معها بمنطق سد العيون رغم انها تعترض سبيله يوميا .
صف أخر للبحث عن الطعام المجاني في حي أوريول بفالنسيا
الجوع و البطالة و التهميش الاجتماعي و الفقر و عملييات اخلاء المنازل هو الخبز اليومي الذي تقدمه اسبانيا لمواطنيها بينما اعلاما يفضل التركيز على تناول مواضيع خارج حدوده مثل :التهميش في الريف و الجوع في فنزويلا .
صف أخر أمام ما يطلق عليه بنك الفقراء
في فالنسيا أيضا .
هذه الصور لا توجد في صفحات أ-ب-س ABC والبايس ولا يوجد لها حيز في القناة الاسبانية أو انتينا 3..
هذه الصور توجد فقط في أذهان الذين يكتوون بنار الجوع و التهميش و يرون في الحياة في مملكة بوربون عبارة عن معانات يومية .و هذا شئ لا يمكن اخفاءه بواسطة أكاذيبها عن الريف أو فنزويلا مثلا ..بالمناسبة هما الموضوعان المفضلان للصحافة الاسبانية في الآونة الأخيرة .
في انضباط تام و انتظار لدورهم اسبانيون يبحثون
في القمامة عن أغدية صالحة للأكل
التزاحم و التدافع بالمناكب ضروري ليمكنوا أطفالهم أكل شيء مغاير
فيي المساء غير المعجنات و الملح و الماء .و كأن اسبانيا ترتد الى
الثلاثيينات .
أمام الصليب الاحمر الاسباني تنتظم صفوف للحصول على وصل أو تذكرة لغداء مجاني
في جنوب اسبانيا العديد من المنظمات تقدم كيسا يحتوي على علبة الطون المعروفة عندنا في المغرب مع خبزة و بعض شرائح المورتديلا
مجموعة من المنظمات الاجتماعية تشتكي من قلة المساعدات المالية المقدمة لها مع كثرة الاعداد المتزايدة من المحتاجين لاكل مجاني
فالنسيا ،غرناطة ،مدريد ،مايوركا ،بورخوص ....رغم أن هناك من يكسب المالفي هذه الحشود ،فانه بالكاد يكفيه للكراء و الماء و الكهرباء ..و الآخرون لا يتقاضون رواتب و ليس لهم وظائف ...و لكم أن تتصوروا من لا يرضى المجيئ الى هذه الاماكن ،هم كثيرون جدا .
الشرطة تراقب و تحافظ على النظام في الصفوف من أجل الحصول على وجبة مجانية
أصحاب النخوة الوطنية من الاسبانيين يرفضون هذه الصور التي تظهر واقع نظامهم
فمطابخ الحساء الشعبي (التي اختفت في القرن السابق) ليس لديها من الامكانيات المادية لاطعام الآلاف من الناس بما في ذلك 3 ملايين طفل .
عشرات من الأشخاص ينتظرون وجبة ساخنة في برشلونة
صف في بادالونا
صف فب الباسييتي
في طوليدو
و الامثلة عن صفوف الجوع كثيرة .
من خلال سفرياتي الى اسبانيا منذ اكثر من 25 سنة ،عايشت الطفرة الاقتصادية لهذا البلد و كانت القماميات تمتلأ بالغداء الصالح للاكل ...من كان يظن ان هذا سيحدث و سيهان الاسباني و يدفع به نحو صفوف بلا نهاية و قمامة تفوح منها الرائحة ؟
اين الجمارك الاسبانية التي تعمد الى حجز و تلاف اي مواد غدائية يدخلها المغاربة الى اسبانيا ؟
و نحن في المغرب لا ارى اناس يجمعون غدائهم من القمامة بل ارى أصحاب المتلاشيات فقط ...و بما اننا في المغرب معروفون بالكرم فأنا أقترح على الافراد و الجمعيات المتيمة بحب اسبانيا أن تضع طلبا لمؤسسة محمد السادس للتضامن من أجل مساعدات غدائية عاجلة لاسبانيا .
خاتمة للأشقاء :
من يتباهى باسبانيا و لا يتباهى بنا ؟
و من يستقوي باسبانيا و لا يستقوي بنا ؟
و من يتحالف علينا مع اسبانيا؟؟
هؤلاء وجب عليهم أن يخجلوا .
في المغرب يوجد أكل للجميع فقط يجب ان نتنظم و نتكتل جماعيا ،و أما البلبلة و الانفصال و التغريب هي وسائل وضعوها لكي يستولوا على غداءنا و يستأثرون به .
لا تحملوا اسبانيا ما لا طاقة لها بكم ، فربما ليس لديها من الامكانيات لاستيعابكم و من كان يظن أن الاوضاع ستتحسن ،فهو واهم لان هناك من الخبراء من يعتقد أن ازمة الجوع هذه ستكون مزمنة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق