السبت، 8 يوليو 2017

الى قطر ..و مزرعة المراعي


الى قطر ..و مزرعة المراعيقطر : لعل قطر هي أخطر قوة أو تجمع أو تكتل يتمرد على الشقيقة الكبرى اي السعودية بطريقة غير تقليدية و في داخل مزرعة المراعي أي الخليج .لعل قطر ستكون ورقة التوت الاخيرة التي تستر عري السعودية الفاضح ،و ان سقطت فنحن لن نجد صعوبة في تصور ماذا سيحدث في خليج الثروات .الشقيقة الكبرى في مزرعة المراعي تفرض التقيد بالانضباط على شقيقاتها الصغرى .فجأة قفز مؤشر قطر إلى أعلى مستوياته القياسية في بورصة الإعلام الكروي (نسبة للأرض) و اتجهت كل وسائل الإعلام إلى شراء الأسهم القطرية ،و ما هو السبب يا ترى ؟.هل وصلت قطر إلى القمر ؟ هل نظمت قطر كأس العالم و أبهرت العالم باللمسة العربية ؟ هل ضرب قطر تسونا مي و مسحها من الأرض ؟إلى قطر الصغيرة التي عدد سكانها قليل جدا . و مساحتها سوى 11 ألف كيلو متر مربع على ساحل الخليج العربي، ولكنها غنية جدا بالنفط والغاز الطبيعي. ، فقد قرر جيرانها، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين، و مصر، قطع العلاقات الدبلوماسية معها وفرض عليها حصار جوي وبري ,و هذا بالتأكيد سيوقعها و يدخلها في مشاكل خطيرة. هم لا يقولون كل أسباب هذه الأزمة ،و لكن الكل يعلم أن أهم الأسباب في الدعم السياسي والتمويل من قطر لجماعات تعتبرهم السعودية إرهابيين و الغريب أنها أي السعودية احتضنت هذه الجماعات و دعمتها في وقت سابق ، مثل جماعة الإخوان المسلمين، حماس ومنظمات الإسلامية المتطرفة تتحرك في الحرب سوريا في مصلحة الرئيس الأسد.شبكة أخبار الجزيرة، التي تملكها الحكومة القطرية كانت، أيضا مصدرا دائما للتهييج الإقليمي لما تتميز به عن مثيلاتها التقليدية من جرأة في إعطاء المعلومات والآراء المخالفة و حتى المنتقدة لجيرانهم. عام 2002، المملكة العربية السعودية، تحتج على ما اعتبره تغطية معادية، فسحبت سفيرها لدى قطر وأعادته للمنصب بعد مرور ست سنوات فقط .نقطة خلاف الأخرى تغيض الأخت الكبرى :لماذا قطر حافظت على علاقة وثيقة مع إيران؟ العدو الشيعي اللدود لدول الخليج السنية .مما لا شك فيه قطر انحازت الى المصلحة الإستراتيجية الكبرى :المصلحة الاقتصادية فقطر مع إيران يمتلكان في حدود مشتركة أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم . إنهم شركاء اقتصاديين و هذا ما جعل قطر دائما غير راغبة في الانضمام إلى الجهود الدولية المشتركة و التحالفات المعاقبة لطهران. كما انه لا يمكن التغاضي ذالك المشهد الذي لم يهضمه الخليج ، في الانتخابات الإيرانية الأخيرة، أمير دولة قطر يهنأ الرئيس روحاني على إعادة انتخابه، بالإضافة إلى أنه كان على استعداد لدفع 700 مليون دولار لإيران والميليشيات الشيعية النشطة في العراق، في مقابل الإفراج عن أعضاء الأسرة الحاكمة في قطر الذين كانوا قد اسروا في العراق.ظلت أسرة آل ثاني في قطر تنهج سياسة خارجية تتسم بأقصى البراغماتية التي غالبا ما كانت مختلفة عن سياسات كتلة دول الخليجية التي تتحرك تحت قيادة الهيمنة السعودية . قطر هي في الواقع ، إذا جاز التعبير، التويج المتمرد الذي يتصرف بطريقة غير تقليدية، ويلعب بعدة بطاقات في وقت واحد، دون التقيد بالانضباط الذي تفرضه الرياض الجيران الصغار في شبه الجزيرة العربية .ثم هل كان صدفة أثناء زيارة ترامب الى الرياض عن التزامه برفض الجماعات الاسلامة القريبة من قطر و رفضه الاتفاق مع إيران ؟ الإدارة الحالية تريد استئناف الهجوم على طهران عكس الادارة السابقة التي أبرمت اتفاقا مع إيران .و في هذا الصدد سيعزل ترامب قطر و يبتزها ويقدمها على أنها احد انجازاته في الحرب على الارهاب :اختيار اصغر و أضعف شاة في القطيع هي من شيم الذئب بن الذئاب .أما دول التحالف الخليجي ضد قطر سيدفعون ثمن حمايتهم من قطر بعدما دفعت السعودية حوالي 400 مليار دولار فقط .مبلغ هزيل في مزرعة المراعي .لا يمكننا استبعاد إن هذه الأزمة التي تطل علينا كالافحى القبيحة ستؤذي إلى اختلالات جديدة في المنطقة ..سيكون هناك لاعبون جدد /قدماء :تركيا و ايران ...و سيكون من الصعب على الدول الحكيمة التدخل في تحالفات مشبوهة و مربكة عنيفة يغديها عنف طائفي .على الهامش:كتبت هذه المقالة قبل لائحة الشروط الثلاثة عشر المقدمة من طرف الشقيقة الكبرى 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق