الثلاثاء، 20 ديسمبر 2022

هل سادت الطغمة العسكرية الجزائرية حالة من الجنون الجماعي ؟

                                                



هل سادت الطغمة العسكرية الجزائرية حالة من الجنون الجماعي ؟


هل لاحظت أن بعض  الناس يبدون وكأنهم يميلون إلى الجنون في الجوار حولنا؟ بالطبع كان هناك دائمًا عدد غير قليل من الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية في مجتمع العسكرالجزائري  ، ولكن في هذه الأيام يبدو أن نوعًا من الجنون الجماعي قد حل على مسيري الشأن  بالأمة الجزائرية . كنت فضوليًا ، ولذلك قررت البحث عن تعريف القاموس للجنون.

 وفقًا لميريام وبستر، فإن التعريف الأعلى هو "حالة شديدة الاضطراب في العقل تحدث عادةً كاضطراب محدد"..... عندما قرأت ذلك ، تاكدت أن "الحالة الذهنية شديدة الاضطراب" تبدو صحيحة تمامًا. أمام قصر المرادية  على طول الطريق ، نشهد أشياء لم نرها من قبل. يبدو أن أعدادًا كبيرة من الناس في مجتمع الجنرالات  لا يفكرون بشكل صحيح ، وهذه مشكلة كبيرة.

البروباغندا العسكرية استطاعت تأجيج و تهييج الجماهير منذ الاستقلال المزعوم و تم استبعاد الشعب من التفكير و المشاركة في تسيير البلاد هذا ما سهل عليها في النهاية عملية اختطاف وطن .

الغريب في الامرو الكارثة هو  ان الفكرة الازلية الخاطئة للعسكر " المغرب يهددنا "  "المغرب عدونا " تجاوزت على انها وهم من عقول العسكريين  الجزائريين المرضى  بل اصبحت اعتقاد مجموعة من المداويخ و التبونيين و محزبيين و منقبيبين ...و اصبحوا ينسجون هيكلا لما يسمى " بالعصاب الجماعي " الذي يصل حتى للهستيريا الجماعية . فهم يحنطون صنم " العدو الخارجي " و هم يدركون انهم  لا يستطيعون الاستمرار في السلطة دون وجوده ليكون مسؤولا عن جميع العلل التي يصاب بها المجتمع الجزائري .

و نحن لا ننكر سيادة العقل لدى غالية المجتمع الجزائري و سيادة  الحس السليم لدى الغالبية العظمى  الذين ملوا من السلطة العسكرية لانهم فهموا أن الحياة و الوطن و المستقبل في الجزائر  أهم من اختلاق عدو خارجي .

أحد أكبر الأسباب التي تجعل الكثير منا لا يستطيع التفكير بشكل صحيح هو أن الاوساط العسكرية تدير انتاج  كميات  كبيرة من الحبوب المهدئة عفوا الحبوب المهلوسة و تدفع بالكثير لاستهلاكها   .                                        

وأحد أكبر أسباب تناول هذه الحبوب  بكثرة هو الشعور بالاكتئاب الشديد  نتيجة الاوضاع المتعفنة في اوساط الجندية و اوساط الشرطة و المخابرات .              بالطبع عندما يبحث الناس عن علاج لمشاكل الصحة العقلية ، فإنهم غالبًا ما يوضع أمامهم  أقراص مُغيِّرة للعقل .  

لنتصور عدد الذين يتعاطون الحبوب بشكل يومي ؟؟

هذه أزمة وطنية  جزائرية مستعرة ، لكن قلة قليلة من الناس يتحدثون عنها.

ان وجود الاف  العسكريين  من الجزائريين  يتعاطون أدوية تغير العقل في آن واحد هو وصفة لكارثة محققة ..

في كل مكان حولنا يتصرف الناس بشكل غير عقلاني ، وهذا يشمل حتى  الغير العسكريين أي المدنيين البسطاء و المهمشين  ( في المغرب و الجزائر ) الذين تسرب لهم الاقراص المهلوسة تحدث لهم  سعارا  شديدا  .

بالطبع هناك الكثير من الأشخاص المجانين و خاصة في الطيف السياسي التوقف عند مجموعة من القائمين على التدبير  السياسي  و من خلال تصريحاتهم المثيرة  يمكن الوقوف  على الأفراد الذين فقدوا الاتصال بالواقع تمامًا وكليًا ، وهذا أمر مخيف للغاية. و لكم في بن سديرة كنموذج وجب تدريس حالته في الطب النفسي  

كيف يمكنك أن تناشد شخصًا ما باستخدام المنطق والعقل إذا كان ببساطة لا يستطيع التفكير بعقلانية بعد الآن؟

إذا تمكنا على الأقل من إبعاد الجميع عن الحبوب التي تغير العقل ، فإن ذلك سيساعد الأمور كثيرًا.

لكن هذا لن يحدث أبدا.  فمصانع الحبوب المهلوسة تحت ادارة المخابرات العسكرية و يتم ترويجها بواسطة العسكر لتشمل التراب الجزائري و تتدفق عبلا الحدود المغربية و التونسية و الموريطانية ..

في الواقع ، يستمر عدد الأشخاص الذين يتناولون أدوية تغير العقل في الارتفاع عامًا بعد عام في هذه البلدان.

إنها تجارة بملايين الدولارات ، والهدف منها هو إبقاء الناس على هذه الأدوية لأطول فترة ممكنة.

في هذه المرحلة ، حتى العديد من كبار الموظفين  في المرادية  لا يمكنهم التفكير بشكل صحيح ، وهذا يشمل الرجل المقيم حاليًا في المرادية .

يبدو أن كل قرار رئيسي تتخذه الطغمة الغسكرية  يجعل مشاكلنا  و مشاكل الجوار أسوأ ، وإذا بقينا على الطريق الذي نحن فيه حاليًا في مستقبلنا في غرب المتوسط يبدو قاتمًا للغاية .

للأسف ، هناك عشرات الآلاف  من الجزائريين (الشعب الجزائري بريئ منهم )  الذين لا يستطيعون حتى التفكير بعقلانية حول ما يجري في الصحراء  الآن لأنهم قد تم تخديرهم من أذهانهم : نظام تربوي تعليمي مسيطر و فقير و محد للذكاء و بروباغندا عسكرية تستلهم الاسلوب الروسي في التاثير النفسي و لكي تتم استدامة هذه السيطرة الكارثية فقد قدموا للمواطنين هذه الحبوب و جعلوها في متناوله.

يبدو أن شركات الأدوية الكبرى لديها حبوب لكل شيء تقريبًا ، و استفادت لمدة طويلة من تقنيات و مواد رخيصة  من اروبا الشرقية و الاتحاد السوفياتي  .

 لكن الحقيقة هي أن هذه الحبوب تدمر المغرب العربي  بشكل منهجي.

ومع مرور كل عام ، تزداد أزمة صحة النفسية للمواطنين سوءًا.

نحن بحاجة ماسة إلى محاربتها  ، لكن في هذه المرحلة لا يوجد أمل كبير في الأفق ما دامت نفس الوجوه العسكرية التي تدير دفة البلاد.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق